أكد رجال دين مسلمون ومسيحيون ويهود أن البحرين تمثل تجربة متقدمة يجب أن تحتذى في التعايش والانفتاح.

ونظم مركز الملك حمد للتعايش السلمي وهذه هي البحرين، بالتعاون مع مؤسسة الأعمال والحرية الدينية في واشنطن، المائدة المستديرة الدولية للحرية الدينية لممثلي الاديان بمشاركة عدد من رجال الدين والقساوسة والبابوات وعدد من ممثلي مؤسسات دينية مرموقة على مستوى المنطقة والعالم. وركز الحضور على ضرورة اتباع منهج الوسطية والاعتدال، وتربية النشء على قيم التسامح والمحبة منوهين بالدور البارز للبحرين في هذا المجال خصوصاً عبر إعلان مملكة البحرين، الوثيقة العالمية التي تمهد الطريق لتبني رؤى مستنيرة لقائد حكيم برفض أي تطرف ديني أو عنف يستهدف بني البشر مع ضرورة دعم وترويج تعهد الجميع بالتنوع الديني والإدماج.

وأكد الأنبا يوليوس النائب البابوي والمشرف على كنائس منطقة الخليج العربي خلال كلمته بالاجتماع أن فكرة المؤتمر بالربط بين التعايش السلمي والتسامح وبين الاقتصاد "هائلة جداً" والبحرين هي أول بلد طبقت هذه الفكرة.



وأضاف أن "الدول لن تستطيع تحقيق نمو اقتصادي حقيقي دون العيش بسلام وانفتاح وقبول تام لكل البشر الذين يعيشون على تلك الأرض"، مؤكداً أن "البحرين جمعت في لقائها اليوم جميع أتباع الأديان دون تمييز، مع ممثلي القطاعات الاقتصادية المختلفة وهي فكرة فريدة تستحق التأمل والاقتداء."

وعن تجربة البحرية في الانفتاح والتعايش أكد الأنبا يوليوس أن البحرين تمثل تجربة متقدمة في التعايش والانفتاح، مشيراً إلى أنها قطعت خطوات عملية كبيرة في هذا المجال عبر السماح ببناء المعابد لجميع الأديان دون استثناء. ولفت إلى انعكاس ذلك عبر السماح بالاحتفالات الكبرى بأعياد الميلاد، منوهاً بانفتاح وقبول الشعب البحريني للجميع.

وتحدث خلال الاجتماع شيخ الإسلام سماحة الشيخ طلعت صفا تاج الدين المفتي العام لروسيا ورئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا الذي أشاد بالنجاح الكبير للمؤتمر، معتبراً أنه يعكس تجربة البحرين المتقدمة في التعايش السلمي والتي يجب أن يحتذي بها الجميع .

وقال المفتي" يمكن لتجربة البحرين أن تعمم على العالم العربي والإسلامي ككل، فالبحرين وجدت طريقها الوسطي، وهي تمثل تجربة عظيمة وسعيدة وواضحة وسديدة، يمكن أن يحتذي بها من يريد ."

ولفت المفتي إلى أن رسالة الإسلام هي رسالة الأديان عبر الدعوة إلى الشكر، والتقوى، والسلام وهي الرسالة الخالدة.

وأضاف "هذه زيارتي الأولى للبحرين لكنني وجدت السلام والتعايش شاخصاً في هذه الارض الطيبة".

كما تحدث خلال اللقاء سماحة العلامة السيد علي الأمين عضو مجلس حكماء المسلمين. وأكد أن انعقاد المؤتمر على أرض البحرين له دلالة خاصة باعتبار أن البحرين نموذج لهذا التعايش وللحريات الدينية بين مختلف أتباع الديانات، وهو ما سيعطي رسالة إلى العالم حول مايجري في البحرين وأنها تقوم بهذا الدور الريادي في تعزيز العيش المشترك بين مختلف الثقافات والديانات.

وأكد أن المؤتمر الذي نظمه مجلس الملك حمد العالمي للتعايش السلمي يجمع القيادات الدينية ورجال الأعمال لطرح الأفكار التي تعزز هذا السلم وتعزز الحوار بين مختلف الديانات والثقافات بما ينعكس انفتاحاً للشعوب بعضها على البعض الآخر ويؤدي لازدهار البلدان من خلال هذه العلاقات.

وبارك كبير حاخامات القدس شلومو أمار للبحرين ملكاً وحكومة إقامة هذه الفعالية المثمرة. وقال" أنا شخصياً أرى على أنه رغم اختلاف الأديان وتنوع الأصول هنا في البحرين، فإن الكل متفقون ويجلسون مع بعضهم ويتحدثون بشكل مباشر من أجل رفعة هذه المملكة الجميلة، فالحياة طبيعية هنا بين كل الناس".

فيما قال القس صموئيل أبوجابر من منظمة "صلوا لنا" الأردنية إنه سعيد جداً بوجوده في مملكة البحرين الرائعة، وفخور للغاية لمشاركته في هذا المؤتمر الهادف. وأضاف "من وجهة نظري نحن كشعوب نجسد بعقائدنا ألوان الطيف الجميلة، ولكن من الواجب أن نعود إلى الأساس الذي تقوم عليه هذه الألوان وهو اللون الأبيض، وهذا الأمر ينطبق على جزئية واضحة تتمثل بكيفية التعايش السلمي فيما بيننا على اختلاف ألوان عقائدنا ودياناتنا".

واستمرت الطاولة المستديرة على مدى يومين تشكل باكورة التعاون المثمر بين مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي ومؤسسة الأعمال والحرية الدينية في واشنطن، بهدف تعزيز مفاهيم الحرية الدينية في بيئة الأعمال، وتقوية الربط بين الحرية الدينية والتنمية الاقتصادية.