جميـــل أن تضــرب على الوتــر وتعـــرف كيــف توظف الظــرف لخدمــة هذا الوطن إطــــلاق سراح ثمانيــن مـــن الأحــداث الصغــار ممـــن غرر بهم واستبـــدال عقوبتـــهم بأخـــرى بدلاً من السجن في هذا التوقيت بالذات هو ذكاء من لا تفوته الشاردة لامست مشاعر للأبوة تفيض من أبي سلمان فلم يترك الفرصة دون أن يشاطرها مع ثمانين أب وأم منح أبنائهم الفرصة الثانية كيف تكتمل فرحتهم بجمع شملهم مع أبنائهم.

الفرحة الشاملة التي عمت البحرين وجعلت الأعلام البحرينية ترفرف في مناطق كان العلم البحريني لا يجد له موضعاً فيها لحظة تاريخية لابد أن يبنى عليها وتستثمر وينطلق منها لمزيد من المبادرات، هكذا تلتقط القيادة تلك اللحظة التاريخية السانحة وترسل الرسائل كي تفتح لها نافذة واعدة لمستقبل أجمل وعلى الآخرين استثمارها كذلك.

صورة المنتخب كانت هي صورة الشعب البحريني قبل أربعين عاماً، أبناء القرى مع أبناء المدن، الشيعة مع السنة أفراد من الأسرة الحاكمة يشاطرون أعضاء الفريق كل لحظات الفرح والانكسار والحزن والنصر يشاركونهم طعامهم وشرابهم حضناً يجمع أعضاء الفريق بكل الحب ومشاعرهم الصادقة وضحكهم وحزنهم وبكاؤهم فرحاً وانفعالهم المشترك الواحد أعاد لنا صورة شعب البحرين كما كانت قبل أربعين عاماً و هذا ما نطلبه من الجيل الجديد أن يتمسكوا بتلك الصورة الأصلية ويزيحون معاً الصورة التي فرضت علينا من الخارج فقسمتنا.

لفتة ذكية من جلالة الملك حفظه الله لفتة أبوية لفتة حانية ترسل رسالة أذكى تمنح الفرصة لصغار في السن غرر بهم كما صرح النائب العام الدكتور علي بن فضل البوعينين الذي أكد أنه بناء على توجيهات من جلالة ملك البلاد المفدى وبمناسبة الأفراح التي تعم البلاد لما تحقق من إنجاز أدخل السرور والبهجة في نفوس المواطنين، أمر جلالته بالتوسع في تطبيق قانون العقوبات البديلة تقديراً لهذه المناسبة ومراعاة للظروف الإنسانية للمحكوم عليهم من صغار السن وجميع الذين تم استغلالهم أو التغرير بهم في ارتكاب الجرائم، وذلك لإتمام السرور عليهم وأسرهم وإدماجهم في المجتمع.

لم يفت على جلالة الملك تلك اللحظة وهذا الاندماج والانسجام الذي انتظرناه وحلمنا به حي شاهدنا صور الأعلام والمسيرات التي رفعت في القرى صور أهاليها وهم متسمرون أمام شاشة التلفزيون يحملون العلم البحريني حتى داخل بيوتهم لا يمكن أن تمر هكذا دون التقاطة ذكية دون إيصال رسالة أن القيادة والشعب البحريني كله يريد أن يكون دوماً هكذا يداً واحدة ونرفع علماً واحداً ونؤدي التحية لسلام ملكي وطني واحد.

هكذا كنا وهكذا نريد أن نعود، لذلك بادرت النيابة العامة تلبيةً للتوجيهات السامية بالتوسع في تطبيق المعايير والحالات المقررة بقانون العقوبات البديلة، وبناء على ذلك تم الإفراج عن جميع أفراد هذه الفئة والبالغ عددهم ٨٠ نزيلاً بدور الإصلاح والتأهيل بعد استبدال العقوبات البديلة بما تبقى لهم من مدد عقوبة الحبس المحكوم بها.

نتمنى أن تحتضن هذه الأسر التي عاد إليها أبناؤها علمنا ووطننا معنا، وتعيد تأهيل أبنائها زارعة فيهم حب هذا الوطن بكل من فيه وعلى رأسهم أب هذا الوطن من عفا وأصفح ومنح الفرصة فاتحاً قلبه لجميع أبنائه.