الخميس الماضي لم يكن يوماً عادياً، كان استثنائيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كانت ليلة تجلى فيها النجم الذي استحق مكانته في قلوبنا، وتربع بجدارة في سماء الفن الوطني والخليجي والعربي، كانت ليلة «خالد الشيخ»، وما أدراك من هو خالد الشيخ بالنسبة إلينا؟!

بداية، أجد الواجب يحتم عليّ شكر هيئة الثقافة والآثار، المبدعة دائماً الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، المرأة التي حركت جميع المياه الراكدة فيما يتعلق بالفن والثقافة والآثار، وقدمت البحرين داخلياً وخارجياً بصورة راقية جميلة، الشكر لها على تقدير النجوم الكبار في عالم الفن البحريني.

وأيضا الشكر لمن يصدق الوصف فيها «ابن الوز عوام»، الشيخة الخلوقة هلا بنت محمد، هذه الشابة التي جاءت بروح وبصمة بحرينيتين راقيتين، نجحت في إعادة الأسماء البحرينية المخضرمة وعالية الكعب إلى الواجهة، فبعد المايسترو وحيد الخان، هاهو العملاق خالد الشيخ يعتلي منصة المسرح الوطني، ليسطع كما هي عادته نجماً أسطورياً في سمائنا.

هاهو الصوت البحريني الأصيل، والإبداع الوطني غير مسبوق المثيل، يتحفنا ويمتعنا ويعزز التصاقنا باسم البحرين، هاهي الذكريات الجميلة، والأحاسيس الصادقة، تعود لتصدح وتحرك الجميع معها.

خالد الشيخ، النجم الذي لا يختفي، النبض المتوهج الذي لا يندثر، سفير الفن البحريني في الخارج، العبقرية في الأداء، التفوق في الإبداع، أبو دارين لك نقول «يا قلبي لا تحزن»، فأنت التقدير لنا بحد ذاته، حينما تقف أمامنا تقدم إبداعك.

لكم كنت أتمنى أن يكون تقدير وتكريم خالد الشيخ منذ سنوات طويلة، وقت هزتنا قيادته وأبهرنا أداؤه لأوبريت «في العالي ولا انطفى نورج»، حينما غنى للبحرين معشوقته، حينما جمع المبدعين حوله وشاركهم «دائرة الضوء» الأثيرة تلك، فما هو أعظم من الغناء للوطن وبكلمات كل تفصيل فيها يضم معنى وإحساساً يفيض بالوطنية والإخلاص للبحرين الغالية؟!

خالد، لمن لا يعرفه، وقليل لا يعرف الخالد في سماء الفن البحريني والخليجي، رجل يختلف عن الكثيرين، ليس فناناً يتغنى بأي كلمات، ليس شخصاً يسير في كل الاتجاهات، صاحب فكر، وصاحب رأي، وصاحب رسالة.

أرى التفاعل الهائل الذي اعترى محيط المسرح الوطني، والغزو المتدفق للمقاطع والصور التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، كلها تتحدث عن خالد، كلها تنشر إبداع خالد، كلها تفخر بخالد، فالشكر لك يا خالد، والشكر لمن منحنا فرصة لرؤية النجم البحريني الرائع يعود للتحليق بإبداعه في سماء وطنه، فلكم أوحشتنا رؤية الإبداع البحريني وعمالقتنا يبدعون في الخارج، في حين بالكاد نراهم في الداخل.

خالد الشيخ يظل مدرسة راقية، مدرسة عنوانها البحرين، دموعه التي نزلت من على المسرح الوطني أعرف تماماً معناها، أعرف تماماً ماذا بداخل قلبه، فقط أقول: كم هو عزيز وغال على الابن بأن تحضنه بلده أمه الأولى، أوليس خالد من قال في تلك الأغنية الخالدة: «عزيني، داريني، رفعيني.. ارفع راسج فوق الغيم»؟!

سلمت، وعاش إبداعك للوطن دوما «خالداً».