لندن - كميل البوشوكة، (وكالات)

ألقت الشرطة البريطانية القبض على جوليان أسانج، مؤسس ويكيليكس، في سفارة الإكوادور في لندن.

ولجأ أسانج إلى سفارة الإكوادور منذ سبعة أعوام لتجنب الترحيل إلى السويد بشأن قضية اعتداء جنسي تم إسقاطها.



وقالت شرطة العاصمة البريطانية إنه اعتقل لعدم تسليم نفسه للمحكمة.

وقال لينين مورينو، رئيس الإكوادور، إن بلاده سحبت اللجوء من أسانج بعد انتهاكاته المتكررة للأعراف الدولية.

ولكن ويكيليكس قالت في تغريدة إن الإكوادور اتخذت إجراء غير قانوني بإلغاء اللجوء السياسي لأسانج "فيما يعد خرقا للقانون الدولي".

وقال وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد في تغريدة "أؤكد أن جوليان أسانج تتحفظ عليه الشرطة ويواجه العدالة في بريطانيا".

ورفض أسانج، 47 عاما، مغادرة السفارة، قائلا إنه إذا غادرها، سيتم ترحيله إلى الولايات المتحدة للاستجواب بشأن أنشطة ويكيليكس.

وقالت سكوتلاند يارد إن سفير الإكوادور دعاها إلى دخول السفارة، بعد سحب اللجوء من أسانج.

ويوجد خلاف طول المدى بين سلطات الإكوادور وأسانج بشأن الممنوع والمسموح له في السفارة.

وسيبقى أسانج رهن الاحتجاز في مركز للشرطة وسط لندن، قبل المثول أمام محكمة ويستمنستر "في أسرع فرصة ممكنة"، حسبما قالت شرطة سكوتلاند يارد في تصريحها.

من جهة أخرى، أعرب المتحدث باسم الرئيس الروسي فلادمير بوتين، الخميس، عن أمله بأن تحترم السلطات البريطانية حقوق مؤسس موقع "ويكيليكس" عقب اعتقاله في لندن.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، القول، "نأمل بالطبع أن يتم احترام حقوقه"، مضيفا، "ليس لديّ المزيد لأقوله".

وكانت روسيا قد منحت، منذ أكثر من نصف عقد، وضعية اللجوء للموظف السابق بالاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن، وساعدت "ويكيليكس" سنودن في الفرار من هونغ كونغ إلى موسكو عام 2013.

الموظف الأمريكي السابق بالاستخبارات الأمريكية وصف اعتقال جوليان أسانج في سفارة الإكوادور بـ"اللحظة القاتمة لحرية الصحافة".

وكتب تغريدة على "تويتر" قال فيها، "صور سماح سفير الإكوادور للشرطة السرية البريطانية بالدخول إلى السفارة، لتسحب من المبنى ناشرا لمادة صحافية تم الإعجاب بها أم لا وحازت على جوائز، سوف تذكرها كتب التاريخ".

وأضاف إدوارد سنودن، " ناقدو أسانج يمكنهم الشعور بالسعادة حاليا، ولكن هذه لحظة قاتمة لحرية الصحافة".

أما هيئة الادعاء السويدية فقد أبدت رد فعل يتسم بالحذر إزاء نبأ القبض على مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانج، في لندن.

وقالت رئيسة الادعاء العام في السويد، إنجريد إسجرين، في بيان، "هذا يعد خبرا فقط بالنسبة لنا. لم نتمكن من تقييم المعلومات المتاحة الآن"، مضيفة: "لا نعلم سبب إلقاء القبض عليه فعلا، نحن نتابع الموقف".

وشددت هيئة الادعاء على أنه "ليس لديها أي تعقيب آخر في هذا الشأن"، بينما كانت السويد قد أسقطت قضية اتهام أسانج بالاغتصاب عام 2017.

جدير بالذكر أن رئيس الإكوادور، لينين مورينو، قال إن بلاده سحبت وضعية اللجوء الممنوحة لمؤسس موقع "ويكيليكس" بسبب "انتهاكاته المستمرة للاتفاقيات الدولية".

وقال في رسالة مصورة، تم نشرها على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، إن "السلوك الفظ والعدواني من جانب جوليان أسانج، بالإضافة إلى البيانات العدائية التي تحمل طابع التهديد من جانب منظمة مجهولة ضد الإكوادور، جعلت وضعية اللجوء غير قابلة للاستمرار".

وأضاف مورينو أن "أسانج انتهك اتفاقيات اللجوء الدبلوماسي أكثر من مرة"، موضحا: "لقد انتهك بالتحديد مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".

موقع "ويكيليكس" رد على رئيس الإكوادور معتبرا أن حكومته "تعاملت بصورة لا تناسب القانون الدولي من خلال دعوة الشرطة البريطانية لسفارتها في لندن لإلقاء القبض على جوليان أسانج".

وكتب الموقع تغريدة على "تويتر" قال فيها، "الإكوادور أنهت بصورة غير قانونية وضعية اللجوء الممنوحة لأسانج؛ وذلك يعدّ من الانتهاكات للقانون الدولي".

وكان أسانج يقيم بمقر سفارة الإكوادور في العاصمة البريطانية لندن منذ عام 2012، بعد إصدار سلطات السويد مذكرة اعتقال بحقه، على خلفية اتهامه بالاغتصاب.

وتدهورت العلاقات بين أسانج ومضيفيه، منذ أن اتهمته الإكوادور بتسريب معلومات عن الحياة الشخصية للرئيس لينين مورينو.

وتسعى واشنطن إلى اعتقال أسانج، بسبب دوره في تسريب مئات الوثائق السرية التابعة للحكومة الأمريكية عام 2010، والتي تضمنت تقييمات أمريكية شديدة الانتقاد لأغلب زعماء العالم.