لقد ارتبط تاريخ البحرين المعاصر، بأسماء لامعة وخالدة في الوجدان، وذلك منذ الفتح المبارك على يد المغفور له الشيخ أحمد الفاتح عام 1783، إذ استطاع هذا القائد بداية إنهاء الادعاء بتبعية البحرين لإيران وجاء من بعده من الأسرة الحاكمة من زاد لبنة في صرح هذا الوطن العزيز، مروراً بجميع الحكام الذين أسماؤهم خلدها سِفر البحرين كما ذكر أسماء من ناصروهم بإخلاص وتفانٍ.

وحتى لا أطيل السرد، أنتقل إلى عهد صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى بن علي آل خليفة، الذي عظمته احتفلنا في أثناء حكمه باليوبيل الفضي من أعياد البحرين، وأقيمت الاحتفالات والزينات في شارع الحكومة وباب البحرين.

صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، سمو الأمير نجل هذا الحاكم -أعني صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة- حيث رضع الحنان والحكمة والدروس التي أهلته في مقتبل من عمره المديد، أن قلده والده رئاسة الإدارات التي تطلبتها تلك الفترة، وكأنها تمهيد ليكون رئيساً للوزراء من بعد الاستقلال في عهد شقيقه المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، أمير دولة البحرين، واستطاع أن يختار من رجالات البحرين الذين توسم فيهم خير عون له على إدارة هذه المسؤولية في الداخل والخارج، إذ شغله الشاغل هو توطيد أركان الدولة الحديثة بتوجيه أميرنا الراحل، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وبمساندة من ولي العهد آنذاك حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، الذي عظمته الآن مليكنا، والذي أكمل حدودنا الدولية باعتراف أمم الأرض جميعاً، ويعد هذا إنجازاً وأيما إنجاز.

صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، عاصر ثلاثة حكام من حكام مملكة البحرين، المغفور لهما والده وشقيقه أمير دولة البحرين، وحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي نقل البحرين من دولة إلى مملكة دستورية، وتوج أعماله الخيرة لبلادنا وشعبها بمشروعه الإصلاحي الشامل، هذا المشروع الذي من ثماره مشاركة الشعب في إدارة دفة الحكم بإنشاء المجلس الوطني بغرفتيه البرلمان بالانتخابات الحرة المباشرة والشورى بالتعيين من قبل جلالته.

بعد هذه الرحلة الطويلة، تكللت كل المهام الجسام التي أسندت إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، بالنجاح، وأتت أُكلها أمناً واستقراراً، وتحقيق ما يصبو إليه المواطنون، فأهم ما يهتم به سموه الوطن والمواطن، وهو صاحب مقولة «ثروة البلاد في شبابها».

وعندما ألمت بسموه الوعكة الصحية في الأيام القليلة الماضية، كانت أكف أبناء الوطن المخلصين ترتفع في المساجد وفي البيوت، وألسنتهم تردد وتلهج باللهم احفظ رئيس الوزراء، اللهم أنعم عليه بالصحة والعافية، وامدد في عمره، وأعنه على ما يأمل من خير لبلادنا وشعبنا، واستجاب الله تعالى لمطلبهم، وعادت الطمأنينة إلى الأنفس والقلوب وقرت الأعين، وارتسمت الابتسامات على الوجوه وعمت الاحتفالات أرجاء البحرين، من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، فيض من الحب والسرور، غمر الجميع، وحقيق علينا جميعاً أن نبتهج ونقيم الاحتفالات المعبرة لسموه حفظه الله ورعاه.

صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، من حقكم فرحة الجميع بسلامتكم، وأول الفرحين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، وصاحب السمو الملكي، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس الوزراء.

الشكر والثناء لله تعالى المتنعم علينا بالإسلام والسلام والعيش الرغيد، ودمتم سيدي سالمين لمواصلة العطاء المنشود والمأمول لعزة الوطن والمواطن، والأكيد أكثر، إن ما بذلتموه من تضحيات، وواصلتم الليل بالنهار حتى يكتمل البناء لا يمكن أن تحصيه مجلدات، والرجل العظيم تخلده أعماله العظام.

* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي