سيظل النظام الإيراني يكابر ويتحدى الولايات المتحدة والعالم ويرفض الاستفادة من كل الفرص التي يمكن أن تجنب المنطقة والشعب الإيراني الكثير من الآلام، وسيستمر في هذا النهج إلى أن يتبين له بما لا يدع مجالاً للشك أن فيه نهايته، حينها لا ينفع الندم.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان واضحاً في حديثه الأخير عن إيران وقال إنه لا يريد أن يؤذي هذا البلد وإن كل ما يريده هو منعه من إنتاج قنبلة نووية، ووفر رقم هاتف خاص مرره عبر دبلوماسيين أوروبيين ليهاتفه مسؤولو النظام ويتفاهموا معه ويتم إغلاق هذا الملف. لكن بسبب طبيعة العقلية الفارسية ولقلة الخبرة السياسية لدى المعنيين في النظام الإيراني فإن الأكيد أن هذه الفرصة ستضيع ولا يهمهم إن ضاع معها الشعب الإيراني والمنطقة برمتها.

تحدي النظام الإيراني الولايات المتحدة نتيجته وخيمة، والأسلحة التي يتفاخر هذا النظام بامتلاكها لا تساوي شيئاً أمام الأسلحة التي تمتلكها أمريكا ولا تعينه على الصمود. المثير أن هذا الأمر واضح للنظام، ومسؤولوه يعرفون جيداً أن الهزيمة ستكون من صالحهم، ومع هذا «يناحسون». لهذا تقافزت الأسئلة عن الذي يجري في المنطقة وهل هو فصل من تمثيلية يتشارك الأمريكان ومسؤولو النظام الإيراني في تجسيدها على أرض الواقع بغية تحقيق مآرب أخرى؟ وهل هناك اتفاق سري بين الطرفين ليقوما بهذا الأمر في هذه الفترة تحديداً؟

تحريك قطع عسكرية كحاملة الطائرات التي أتت بها أمريكا إلى المنطقة والإتيان بالقاذفات والأسلحة المتطورة عملية مكلفة، لذا صار البعض يعتقد أنه لا مفر من الحرب، فلولا أنها حاصلة لما جيء بكل هذه الأسلحة، أو لولا أنها جزء من التمثيلية لما شاهدها الناس.

اليوم يريد الجميع أن يعرفوا حقيقة الذي يدور في هذه المنطقة وما إذا كان كل ذلك فصلاً من فصول التمثيلية أم أنه ليس كذلك وأن المنطقة مقبلة على أمور خطيرة وتغيرات لا سابق لها. اليوم يقول الجميع إن هناك أمراً ما يحدث وسينتج عنه شيء خطير لكن أحداً حتى الآن لا يعرف ما هو بدقة، لذا كثرت التحليلات فربط البعض ما يجري بما يسمى بصفقة القرن، وقال البعض إن هذا الأمر تم الإعداد له منذ سنوات وإن ما يجري ليس إلا الجزء الأخير من العملية، وقال آخرون إنه لا يعدو عملية ابتزاز لدول مجلس التعاون الغنية من قبل أمريكا وإيران.

كثرت التحليلات والتوقعات وانحاز بعض الجمهور إلى هذا التحليل وبعضه إلى ذاك، لكن الجميع بقي حائراً ومترقباً ويزداد حيرة كلما جد تصريح جديد أو وصلت قطعة حربية إلى المنطقة أو تراجع مسؤولو النظام الإيراني عن تصريح معين أو خففوه أو شددوه ورفعوا من مستوى التحدي والعناد، أو فعل الرئيس الأمريكي مثل ذلك.

هل المنطقة مقبلة على حرب أم لا؟ وكم ستكون مدتها لو قامت؟ وإلى أي مدى ستتضرر شعوب مجلس التعاون منها؟ وهل سيكون من نتائجها تحرر الشعب الإيراني من ربقة النظام الذي استولى على ثورته وأدخله في نفق التخلف أكثر من أربعة عقود؟ وهل النظام البديل للنظام الإيراني سيكون كما هو المأمول والمتوقع أم أنه سيكون نسخة أخرى من النظام الحالي؟ وهل سيفتح كل ذلك الباب لإسرائيل للولوج إلى المنطقة؟ وهل هذا يعني نهاية القضية الفلسطينية وضياع الدم الفلسطيني؟

هذه الأسئلة وغيرها كثير تشاغب الناس في المنطقة بل تشاغب كل العالم وتفرض الكثير من القلق، لهذا صار مهماً أن يخرج على الناس من يشرح لهم شيئاً من الذي يجري ويدور في «حوينا».